افريقية الشمالية والصحراء الإفريقية

ظهر الإنسان في الصحراء وافريقية الشمالية مند عهد بعيد
يعتقد أن الإنسان ظهر في افريقية الشمالية والصحراء مند عهود قديمة .
بل هناك من يعتبر أن القارة الأفريقية هي مهد الأول للإنسان حيث عتر جنوب بحيرة فكتورية بافريقية الشرقية على أقدم بقايا عظمية  للإنسان تؤرخ بمليون سنة تقريبا .
أما بالنسبة الإفريقية الشمالية فيظهر أن  أقدم إنسان فيها إلى حد البحوث الأثرية الأخيرة هو الإنسان  الذي عثر على بقاياه العظمية في تيرنيفن بالجزائر كما أن أول مغربي قديم عثر على بقاياه  في محجر سيدي عبد الرحمان بالقرب من الدار البيضاء  .
أما في الصحراء الإفريقية فيعتقد أن ظهور الإنسان فيها سبق وجود زميله بافريقية الشمالية على الرغم من عدم العثور على بقايا عظمية إنسانية في هده المنطقة .
دلك أن المخلفات الحجرية التي تركها هدا الإنسان تدل على دلك.
في الزمن القديم لم يكن المناخ في افريقية  والصحراء كما هو عليه اليوم فلقد تعرضت المنطقة لتغيرات مختلفة.
وفي الوقت الذي غطت فيه الثلوج جزاء من  أوربا وجبال آسيا كانت إفريقيه الشمالية والصحراء  تتمتع بمناخ معتدل رطب في بعض الأحيان الأخرى .
وقد نتج عن هده التغيرات ظهور غابات واسعة ونهار كبيرة وحياة نباتية في مناطق صحراوية لا أثر للنبات فيها اليوم كما أن هده الظروف ساعدت على وجود حيوانات مدارية وأخرى خاصة بالأقاليم الباردة كالدب والوعل والفيل وفرس البحر والكركدن والتمساح والبقر الوحشي.
كان سكان افريقية الأقدمون صيادين
اشتغل السكان الأقدمون في أفريقية الشمالية والصحراء بالصيد البري والبحري وبالالتقاط.
لايعرفون الاستقرار في مكان معين فهم يرتحلون في شكل مجموعات صغيرة حملين أسلحتهم الحجرية وكلما أقبل الليل جعلوا أغصان الأشجار بيوتا للنوم .
وقد مر هؤلاء السكان بفترة حجرية طويلة استمرت إلى حولي سنة 10000 قبل الميلاد قاموا فيها بصناعة أدوات  من شظايا الحجارة  كالأزاميل والكاشط ورؤوس الحراب والسهام وقد عثر على بعض هده الأدوات    في المغرب الأقصى بمغارة العالية   بطنجة وكهف دار السلطان بالقرب من الرباط وكهف الخنزيرة بشمال الجديدة كما عثر في بعض الكهوف على أثار لبعض الحيوانات  التي كانت تعيش  بالقرب من هؤلاء السكان كفرس النهر والزرافة والكركدن .
طور السكان صناعتهم الحجرية وحياتهم عندما قدمت الشعوب من الشرق
ويشير المؤرخون إلى بعض الهجرات البشرية التي أتت من الشرق متجهة نحو أفريقية الشمالية حوالي سنة 10000 ق.م هؤلاء الناس حملوا  معهم اشكالا من الحياة المتنوعة  فاستقروا في هده المنطقة وأصبحوا  يمثلون السكان  الأصليين لها فيما بعد .
وقد تركوا عدة آثار لهم تتميز بتطور لبأس به في الصناعة الحجرية فقد خلفوا أدوات حجرية دقيقة كالأسلحة النصلية  كما دلت أثارهم أيضا على أنهم كانوا يأكلون الحلزون  ويستعملون بيض النعام لحفظ السوائل وكانوا يزينون هدا البيض برسوم هندسية يضاف إلى دلك أنهم كانوا يصنعون الابرات من العظام  ويستعملون  الحجارة الساخنة لغلي سوائلهم أما النساء فكن يحملن عقود من الأصداف البحرية وقد ترك الإنسان هده الفترة بعض الرسوم على الصخر تمثل حيوانات كانت تعيش بجانبه وهي أول محاولة للتعبير بالرسم كما يوجد دلك موقع جنوب تونس
كان أهم نشاط السكان فيما بعد هو الرعي
تطورت الحياة نبيا بمجيء هده المجموعات البشرية واستقرارها وابتداء من سنة 5000ق.م  تقريبا أصبح بعض السكان يشتغلون بالرعي ولعل دلك كان يتناسب والبيئة في افريقية  الشمالية وكان الرعاة يتوجهون بقطعان ماشيتهم إلى المناطق الجبلية وكذلك إلى سهول بالقرب من الأودية ويظهر أن الرعاة في المناطق السهلية توصلوا تدريجيا إلى القيام بزراعة محدودة نظرا لتوفر   المياه  والتربة الصالحة .
وازدهرت في هده الفترة بعض الصناعات الحجرية فازدادت دقة وإتقانا فقد عثر على أوان فخارية بدائية
ودلك في كهف دار السلطان ولها عدة أشكال منها الكروية والطويلة ومنها ما يحمل بعض الرسوم الملونة .
ويعتبر دلك دليلا على أن السكان الأقدمين لأفريقية الشمالية بدئوا يمارسون  حياة الاستقرار شيئا فشيئا .
وقد تابعوا الرسم على الصخور وبيض النعام ويعتبر دلك بمثابة المراحل الأولية للكتابة كما أن موجات بشرية ظلت تتوافد على البلاد طيلة هده الفترة مساهمة بدلك في تكوين وتركيب العناصر الإفريقية الشمالية الأولى التي أعطاها المؤرخون اسم البربر 
ازدهرت في الصحراء حضارة مهمة
أما في الصحراء الإفريقية فان المناخ الرطب ساعد على وجود حياة بشرية هامة فقد عاش السكان بالقرب من الأودية  والبحيرات  وكانوا في باديء الأمر  صيادين تسلحوا بالفؤوس الحجرية والأقواس فاصطادوا الأسماك في البحيرات والأنهار وخلدوا الحيوانات التي كانت في بيئتهم يرسمها على الصخور كالفيلة وفرس البحر والتماسيح والأسود .
وبين6000ق.م و 4000 ق.م ادخلوا تحسينات على أدواتهم وأسلحتهم خصوصا عندما قدمت من الشرق أقوام جديدة حوالي 3500ق.م كان هؤلاء الناس رعاة لقطعان من البقر  يتجمعون حول المناطق الرطبة في الصحراء ويظهر أنهم كانوا يعيشون في شكل مجموعات صغيرة تشبه القبائل  وأن  أصلهم من أعالي النيل وأن فيهم السود والبيض وقد ترك هؤلاء الرعاة  رسوما كثيرة على الخصوص في هضبة تاسيلى  .
الصحراويون استعملوا العربات التي تجرها الخيول
وعندما بدا مناخ الصحراء في الجفاف توجه الرعاة نحو الغرب والجنوب نحو مناطق المرتوية ودلك حوالي سنة 2000ق.م وقد نزل السكان السود  نحو أودية الأنهار الكبيرة كالسنغال والنيجر  أو التجئوا إلى بعض الواحات كالهكار وتبستي   وأدرار موريتانيا.
إما البيض فقد اتجهوا شمالا نحو   جبال افريقية الشمالية وبعد ألف سنة تقريبا عرف سكان الصحراء العربات التي تجرها الخيول .
فاستعملوها وسيلة لقطع الصحراء في المناطق التي يوجد بها ماء وكانوا يصلون في رحلاتهم حتى نهر النيجر.
وقد أشار المؤلفون اليونانيون إلى بعض هده القبائل الصحراوية كالكارامانت والفاروزيين الدين تركوا رسوما على الصخر تمثلهم وتمثل عرباتهم .
جفاف الصحراء تسبب في تأخر بداية العصر التاريخي
غير أن جفاف الصحراء المستمر قضى على هده الحضارة وأصبحت الصحراء عائقا بعد أن كانت صلة وصل بين افريقية السوداء وافريقية الشمالية .
وبدلك أصبحت هده الأخيرة لاتتصل بأقوام آخرين إلا عن طريق البحر الأبيض المتوسط.
وقد كان لدلك نتيجة هامة ظهرت في انعزال افريقية الشمالية عن الشرق.
وظلت البلاد في هده المرحلة الحجرية إلى  أواخر الإلف الثاني  ق.م أي أنها لم تدخل العصر التاريخي إلا في تلك السنة تقريبا حينما قدمت عناصر فينيقية إليها وأقامت مراكز تجارية على شواطئها.
ويظهر أن افريقية الشمالية استعملت الحديد كما استعملت النحاس بعد العصور الحجرية ولكن الآثار الشاهدة على دلك جد قليلة وعلى كل حال فان افريقية الشمالية تأخر ت شيئا  فشيئا عن مصر وبلاد مابين النهرين ولم تتوصل بالمخترعات التي وقعت أنداك إلا بعد زمن متأخر.
ودلك في عهد الفينيقيين

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Powered by Blogger