مصر القديمة

مصر هيبة النيل

تقع مصر في الزاوية الشمالية الشرقية من إفريقيا مطلة على البحر الأبيض المتوسط شمالا وعلى البحر الأحمر شرقا وتتصل كذلك من هده الجهة بفلسطين وشبه الجزيرة العربية عن طريق بر سيناء .
بينما تجاور بلا د النوبة  في الجنوب وليبيا في الغرب .
وللنيل شأن عظيم في تكوين أرض مصر الخصبة اد لولا الرواسب التي يحملها فيضانه المنتظم كل سنة لما تشكلت الضفتان المخضرتان وسط الصحراء المترامية على الجانبين شرقا وغربا.
والنيل نهر إفريقي عظيم  من أكبر انهار العالم ينبع من أواسط إفريقيا وجبال الحبشة بروافد عديدة ترتفع مياهه وتفيض عادة مابين شهري يونيه وسبتمبر .
ويمتد النيل مسافة إلف كيلومتر بأرض مصر لينتهي بدلتا مفتوحة على البحر الأبيض التوسط .
المصريون خليط من الحامين والساميين

لقد اختلط المصريون الأولون مند وقت مبكر بالأفارقة النوبيين والأحباش ثم بالساميين  المهاجرين من شبه الجزيرة العربية  وباللبيين المجاورين لحدود مصر غربا كما امتزجوا بعناصر أخرى .
وفي العصر التاريخي برز الشعب المصري بأوصافه المعهودة ولغته من للغات الحامية كلغة البربر بشمال أفريقيا.
انتظم سكان القبائل في شكل إمارات

عاش المصريون الأولون قبائل متفرقة متنقلة في بادئ الأمر اشتغلوا بالصيد وجمع الطعام حينا من الدهر لكنهم كانوا في طليعة الشعوب الأولى في العالم التي سبقت إلى معرفة الزراعة والاستقرار في القرى  فانضمت القبائل بعضها إلى معرفة الزراعة والاستقرار القرى فانضمت القبائل بعضها إلى بعض وتعاونت لاتقاء خطر الفيضان وتنظيم الري وهكذا تكونت إمارات عديدة لكل أمارت رئيس وشعار خاص من النبات  أو الحيوانات صار معبود للأمارات  فيما بعد .
ومن هده الامارت التي بلغ عددها اثنتين وأربعين إمارة تشكلت مملكتا الشمال والجنوب.
الفرعون الأول (مينا) وحد مصر

وعاشت المملكتان منفصلتين متنافرتين إلى أن جاء (السيد القطرين) الفرعون مينا  فاحتل مملكة الشمال وضمها إلى مملكته في الجنوب وهكذا وحد البلاد تحت زعامته فصار يحمل التاج المزدوج رمزا لوحدة المملكة ويذكر  أن مينا حول النيل من الجبل الغربي إلى مجراه الحالي وبني في الرقعة المجففة مدينة منف أو ممفيس التي ستظل عاصمة لمصر زهاء ألف سنة  .
ولمصر الفرعونية تاريخ طويل يمتد حوالي ثلاثين قرنا (3200/322ق.م) تولت فيها الحكم ثلاثون أسرة ملوكية العشر الأولى منها حكمت البلاد من العاصمة الشمالية منف بينما الأسرة الأخرى كانت تستقر غالبا في ثيبة عاصمة الجنوب التي ستشهد أوج العظمة المصرية . 
من مهام الفرعون المحافظة على الوحدة في الداخل
كان الفراعنة يهتمون فيما يخص  الأمور الداخلية بتقوية الجهاز الإداري في النومات توطيدا للحكم المركزي وحفاظا على وحدة البلاد التي أقامها الفرعون الأول مينا
ومن الصعوبات التي كانت تعترضهم في هده الباب
1- تمرد النومات البعيدة فبعض الحكام الدين يحكمون مقاطعات نائبة كانوا  يطغون لكثرة غناهم ولكبر أقطاعاتهم  فيستبدون بالسلطة مستغلين بعدهم عن حاضرة الملك وقد حدثت مثل هده التمردات في عهد دول منف وفي عهد دول ثيبة على السواء 
2- أسناد عدة نومات لمدير واحد كان بعض الفراعنة يجمعون عدة نومات في يد مدير واحد كما فعلت الأسرة السادسة التي عينت على رأس نومات الجنوب مديرا واحدا مما أدى إلى طغيان هدا  المدير الكبير في المدى البعيد حتى هدد العاصمة نفسها .
وبهده الصور ة انتزع العرش امنمحيت الأول مؤسس الأسرة الثانية عشرة وأول ملوك  ثيبة  أو آخر آلالف الثالثة (2132ق.م)
3- نمو نفوذ الكهنة لقد تقرب كهنة رع وكهنة آمون من الفراعنة لينالوا رضاهم ولينالوا من أيديهم بالخصوص الهبات والصدقات والاقطاعات الزراعية ونتيجة لدلك كانت تنمو  ثروة المعابد  ويكبر نفوذ رجالها فيصيرون خطرا على الدولة  وعلى الفرعون .
وتكفى الإشارة إلى أن رئيس كهنة رع اغتصب العرش وأسس الأسرة الخامسة كما وصل إلى العرش كبير كهنة آمون  أيام الأسرة الواحدة والعشرين .
كان على الفرعون إن يحمي الحدود

اتخذ الفراعنة الجيوش للدفاع عن حوزة البلاد ولحماية حدودها البرية من جهات الغرب والجنوب والشرق .
وكانت الحاميات في عهد الأسرة الرابعة قوية تتحكم في أبواب مصر وقد سجل الفراعنة نجاحهم هدا في نقش حفروه داخل هرم من أهرامهم .
{أن أبواب مصر قد احكم إغلاقها فلن تفتح لا للغربيين ولا للجنوبيين ولا لسكان وسط الأرض (آسيا) ولكنها تنفتح فحسب للإله حورس}.
وفي هدا الاتجاه ردت الأسرة (12) هجوم اللبيين غربا وهجوم السوريين شرقا ثم تعرضت مصر لغزو الهكسوس والأسيويين ودام احتلالهم للدلتا قرنا من الزمن  إلى أن طردهم أحمس الأول مؤسس الأسرة الثامنة عشرة حوالي 1570ق.م
بلغت مصر أوجها في عهد الأباطرة
لقد أسس خلفاء أحمس الأول إمبراطورية كبرى حيث ضموا إلى حكمهم بلاد النوبة  وفينيقية    وسورية .
من أشهر الأباطرة المصريين تحتمس الثالث الذي كان يتوفر على جيش قوي في البر وعلى أسطول كبير في البحر الأبيض المتوسط نال يهما شهرة وسمعة في العالم حتى انه كان يتواصل بهدايا من ملوك زمانه من الحاثيين والأشوريين  . ثم رمسيس الثاني الذي جرت بينه وبين الحاثيين معارك حول مدينة قادش بسورية  
على نهر العاصي وكان النصر حليف المصريين في السنوات الأولى من النزاع ثم تكافأ الطرفان وعقد صلح التراجع بموجبة نفوذ مصر ليشمل فقط فينيقية وفلسطين .
وقد استفادت مصر من إمبراطوريتها  فكثر غناها وتدفق عليها الذهب فنشطت التجارة والفنون  وازدهر العمران غير أن هدا الازدهار سرعان ما أعقبه ضعف وانحطاط عام في قوة مصر .
وكان رمسيس أخر الفراعنة الأقوياء (1200-1175ق.م) فقد بذل جهودا للمحافظة على كيان الإمبراطورية التداعي للسقوط وتمكن من صد غارات شعوب البحر عن أرض النيل وهي التي هاجرت من جزر بحر الايجى  واستقرت فلول منها بفلسطين .
وقد خلد رمسيس الثالث  انتصاره عليها فقال
{أنظر إليهم سفنهم انقلبت وهلكت في المكان أسلحتهم تناثرت على سطح الماء أنظر إليهم مسحوبين مولين الأدبار مقذوفا بهم على الشاطئ أو متكدسين جثثا على متن سفنهم من الجؤجؤ إلى الكوثل كل ما يملكونه قد سقط
في الماء وبهذا سيتذكرون مصر  }
ضعفت مصر فوقعت تحت الاحتلال

وبلغ الضعف بمصر مبلغا كبيرا أواخر عهد الأسرة (20) وذلك بسبب ظهور الانقسامات في الداخل  وتدخل  كهنة آمون  في الحكم حيث استبد الكاهن حري حور بالعرش في العاصمة ثيبة ونازع الأسرة  (21) الحكم كما أن النوبة انفصلت هي بدورها تحت زعامة أمراء محليين .
وقد انتهز ملوك ليبيا الفرصة فاحتلوا مصر  وأخضعوها لحكمهم وانقلبوا بالفراعنة (1090/722 ق.م) ثم اقتدى الأثيوبيون بالليبيين  فاستحوذوا  بدورهم على بلاد النيل كلها وتشبهوا بالفراعنة (746-669ق.م) وبعدهم خضعت مصر زمنا قصيرا للأشوريين في عهد آشور بانبا ل (663ق.م)الذي هزم الفرعون الإثيوبي طها رقا لكن مصر نهضت من كبوتها  ولمع فيها النظام الفرعوني لمعته الأخيرة  في عهد الأسرة (26) التي اتخذت مدينة صا الحجر عاصمة لها .
فحرر بسماتيك الأول (663-609ق.م) بلاد النيل من التبعية  الأشورية .
  ثم تلاه نخاو الثاني (609-594ق.م) الذي مكنه ضعف نينوى من أن يبسط نفوذ مصر من جديد على فلسطين  وفينيقية  ويزحف على سورية لكنه اصطدم هناك بقوة نبوخذ  نصر  البابلي الكلداني فتراجع منهزما.
وإذا بدت مصر ضعيفة إمام الكلدانيين فان هؤلاء سرعان ما ضعفوا هم أيضا ودالت دولتهم  فأنفسح المجال  لقوة الفرس الأخمينيين الذين أخضعوا لسطوتهم مجموع الشرق الأوسط بما في ذلك بابل الكلدانية  
ومصر (525ق.م)
وقد سمحت مرونة الادرة الفارسية لمصر بأن تحتفظ بملوكها الوطنيين ولم ينقرض النظام الفرعوني فيها نهائيا إلا بدخول لاسكندر المقدوني 332ق.م لوادي النيل 

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Powered by Blogger